في يوم 20/7/2014، ونحو الساعة 19:30، قصف سلاح الجوّ الإسرائيليّ عمارة سكنية تابعة لعائلة أبو جامع في بني سهيلة بمنطقة خان يونس. كانت العمارة مؤلفة من ثلاثة طوابق وفيها ست شقق. في إحدى الشقق كانت تسكن فاطمة أبو جامع، في الرابعة والستين من عمرها، ومعها أحد أحفادها. في الشقق الخمس الأخرى كان يعيش أبناؤها الخمسة مع زوجاتهم وأولادهم. وفي المجمل كان يسكن في العمارة 37 شخصًا.
نتيجةً لهذا القصف قُتل 24 شخصًا من أفراد العائلة: الأم فاطمة، ابنها ياسر و اربعة من زوجات ابنائها و 18 من احفادها . وقُتل في الموقع أيضًا أحمد سهمود، أحد ناشطي حماس، الذي لم يكن من أفراد العائلة.
من بين سكان البيت ظلّ على قيد الحياة 13 شخصًا فقط. أربعة من أبناء فاطمة أبو جامع: تيسير وبسام وتوفيق وابنه نور الدين البالغ 4 أعوام، نور الدين، وعبد الله ومعه زوجته ميسر وأولادها السبعة الذين لم يُصابوا لأنهم كانوا يحلّون ضيوفًا على مائدة الإفطار لدى والديّ ميسر.
توفيق أبو جامع (36 عامًا)، والذي ثكل في القصف زوجته وستة من أولاده السبعة، قال لباحث بتسيلم إنّ قصفًا مدفعيًّا كثيفًا كان يجري في منطقة سكنهم، لكنهم ظلوا في بيتهم لعدم وجود مكان آخر يلجؤون إليه. وهذا ما رواه عمّا حدث في يوم القصف:
يوم الأحد، 20/7/2014، وهو اليوم الثاني والعشرون من شهر رمضان، كان يومًا صعبًا. لقد قصفوا طيلة الوقت المناطق من حولنا، وكانت الشوارع خالية من المارّة. كان هناك الكثير من الطائرات الاستطلاعيّة في السماء، وظللنا في البيت، باستثناء أخي عبد الله وزوجته وأولادهما ذهبوا لتناول الإفطار لدى والديّ زوجته، وأخي تيسير الذي خرج للصلاة في مسجد عمر بن الخطاب على بعد نحو مئة متر من بيتنا.
في الساعة 19:30 تقريبًا كنتُ أجلس مع زوجتي والأولاد على مائدة الإفطار. لم أكد أتناول حبة تمر وشرب الماء وفجأة انهار البيت علينا وفقدت وعيي. لم أسمع الانفجار نفسه.
استيقظتُ في المستشفى بعد نحو ساعتيْن. أصبتُ إصابة طفيفة. سألت أقربائي الذين كانوا في المستشفى عمّا حدث وقالوا لي إنّ الجيش الإسرائيليّ قصف بيتنا من الجوّ. وعندما سألتُ عمّن قُتلوا قالوا في البداية أمي فقط، وواحد من أبناء أخوتي. كان لديّ شعور بأنّهم يخفون عنّي الحقيقة وأنّ هناك المزيد من القتلى. واصلت السؤال بعناد واستجواب كلّ شخص يدخل غرفتي.
نحو الساعة الرابعة فجرًا عرفتُ أنّ زوجتي التي كانت في نهاية حملها وستة من أولادي قُتلوا. وقد انتشلوا من الركام ابني نور الدين البالغ أربعة أعوام، وهو مصاب برأسه. وعلمت أيضًا أنّ أحد أخوتي وزوجات أخوتي وكلّ أولادهم قُتلوا.
لقد قصفونا من دون أيّ إنذار. لم نتلقَّ محادثة هاتفيّة ولم يطلقوا على البيت صاروخ إنذار، كما حدث أحيانًا مع بيوت أخرى.
عملت منذ سنّ الحادية عشرة مع أخوتي من أجل تشييد هذا البيت وبناء حياتنا. فجأة فقدنا كلّ شيء. عائلتي والبيت أبيدوا خلال ثوانٍ ولم يتبقّ لي إلا ابني نور الدين. كلّ ما تبقّى لي عدة صور للأولاد في هاتفي المحمول كنت التقطتها في زفاف قبل حلول رمضان بأسبوع. أنا أفتح هاتفي طيلة الوقت وأنظر إلى الصور وأتذكّر أولادي، والمراحل المختلفة في حياتهم.
سجّل إفادته خالد العزايزة، يوم 16/9/2014
انتشال الجثث من بيت في خان يونس بعد قصفه. تصوير: ابراهيم ابو مصطفى، رويتريز، 21/7/2014
أسماء القتلى:
الجدة: فاطمه محمود أحمد أبو جامع، 64 عام
الحفيد: حسام حسام محمد ابو قينس، 6 اعوام
كنتها: شاهيناز وليد محمد أبو جامع، 28 عام
اولادها: فاطمه تيسير أحمد أبو جامع، 7 اعوام
أيوب تيسير أحمد أبو جامع، 6 اعوام
ريان تيسير أحمد أبو جامع، 4 اعوام
رناد تيسير أحمد أبو جامع، عام واحد
نجود تيسير أحمد أبو جامع، خمسة اشهر
كنتها: ياسمين أحمد سلامة أبو جامع، 25 عام
اولادها: بتول بسام أحمد أبو جامع، 3 اعوام
سهيله بسام أحمد أبو جامع، عامان
بيسان بسام أحمد أبو جامع، عام واحد
كنتها: صباح توفيق محمود أبو جامع، 39 عام
اولادها: رزان توفيق أحمد أبو جامع، 14 عام
جودت توفيق أحمد أبو جامع، 13 عام
آية توفيق أحمد أبو جامع، 10 اعوام
هيفاء توفيق أحمد أبو جامع، 9 اعوام
أحمد توفيق أحمد أبو جامع، 7 اعوام
توفيق توفيق أحمد أبو جامع، 5 اعوام
ابنها: ياسر أحمد محمد أبو جامع، 27 عام
زوجته: فاطمه رياض عبد الرحمن أبو جامع، 25 عام
اولادهم: ساجد ياسر أحمد أبو جامع، 5 اعوام
سراج ياسر أحمد أبو جامع، 4 اعوام
سراء ياسر أحمد أبو جامع، عامان
أحمد سليمان محمود سهمود، 34 عام
تعليقات